Les fidèles du Boukornine

mardi 19 août 2008

صاحب الدنقري


يقوم الصباح مع الفجر.
كل يوم يحضر على شروق الشمس.
على كأس إكسبراس يعدي درجين وهو يتأمل في جمال الشمس وهي طالعة والبحر محيط بيها. مبعد يسلم على عم حمادي القهواجي ويقصد ربي للمعمل الكائن بمنطقة برج سدرية.
من حمام الأنف إلى برج السدرية تحبلو على أقصى تقدير ربع ساعة في القطار.
كي العادة يطلع يقعد وكي يجيه "الكنترولور" يقلوا راني مشترك.
مع العلم إلي هو من إلي نعرفو يطلع مرسكي. لكن في التنقلات القريبة هذه عادةً ما يكبشوش برشة في حكاية التساكر نظراً إلى أن أغلبية الناس خدامة حزام كيفهم كيف المفقدين متاع السكك الحديدية.
إذن آهوكة... عين رات وعين ما راتش...
كي يوصل القطار إلى المحطة المطلوبة يهبط صاحبنا. ويزيد يعمل صعدة لا بأس بيها.
يخدم في النهار تسعة سوايع ستة أيام في الجمعة. آهوكة عندو راحة نهار الأحد يتنفس فيها ولو هو الأكثرية يعديها راقد وإلا في أحسن الحالات في ملعب من ملاعب الجمهورية يتبع في النادي الإفريقي وين مشى.
في المعمل متاعهم ما يستعرفوش بالتوقيت الصيفي ولا "سيونس أونيك"...
أما عندهم شهر في العام يسكر فيه المعمل والناس الكل ترتاح.
في الفطور فما عمك صالح كسكروتاجي ذات سيط كبير يعمللهم خبز فيها تسطيرة بدينار.
توا خمسة سنين وصاحبي ما ياكل عند الأول كان الكفتاجي.
وفي الليل يروح يلقى الأميمة حضرتلو صحن يعمل ستة وستين كيف.
في راس الشهر صديقي يروح بالشهرية للدار بكل إعتزاز. يمشي لأمو ويعطيها أكثر شوية من نصف المبلغ. هي الحكاية بدات كي كان في السنة التاسعة من التعليم الأساسي. نهار مشؤوم روح للدار يلقى بوه إلي كان الوحيد إلي يخدم في العائلة هرب من الدار بعد عركة هو وزوجتو...
لمجابهة مشاكل الحياة (ولعل الحياة بالنسبة ليهم أكبر مشكلة) اضطر خويا وصاحبي إلى ترك مقاعد الدراسة والبحث عن عمل لمساعدة أمه التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى معينة منزلية. وزاد لأنه كان أكبر اخوته الزوز...
ضحى بنفسو على جالهم. ومن يعرف صديقي يعرف أن أحلى سيماته روح التضحية.
من خصاله الحميدة أيضاً عزة النفس في عشرتنا الطويلة عمرو ما قبل أني نخلص عليه حاجة إلا في المناسبات السارة.
وزادة الوفاء... شكون كان يقول أنو الوفاء مازال ما انقرضش من الدنيا ؟
أن كي نرى صاحبي نعرف إلي "لسة الدنيا بخير" كيما يقول جورج وسوف.
كي نهار طحت و صارتلي مشاكل صحية يصعب تحملها والناس الكل ظهرت عندها ما تعمل و صاحبي كان الوحيد الحاضر من الأول للآخر مرة يضحكني ومرة يطلعلي المورال ومرة يحكيلي على مغامراتو ومرة يجيبلي أخبار الحومة حتى لين زالت الشدة وفرجها ربي الكريم.
صاحبي كان كيما جل الفقراء يتكيف برشة ويشرب الخمر. تقول انتي ملا آش بقى منها الشهرية ؟
يا سيدي رغم محدودية الموارد والاراضي القاحلة إلي تمتد حتى للأفق كان عشيري ديما البسمة مرسومة على الفم وديما النكتة حاضرة في كلامو.
كان محبوب من الجميع وكان يحب الناس الكل.
إنسان مسالم لا تسواه براميل النفط ولا مليارات العالم...
باع الدنيا بلفتة وشرا بهاكل اللفتة سعادة القلوب الطيبة.
هو في الحقيقة عمرو ما لبس دنقري ولكن أليس هذا اللباس أكبر رمز للطبقة الكادحة إلي تطير الفرنك من العدم؟
نلت شرف إلي عرفتو وكانلي شرف أكبر كي ليوم كتبت عليه.
دمت كبيراً يا صديقي!

8 commentaires:

WALLADA a dit…

و هذه هديّة مني لصديقك نضمّها لتدوينتك الرائعة في عصر عزّت فيه الصداقة
شعر آدم فتحي غناء لطفي بوشناق

هذه غناية ليهم
مالقلب تحيّيهم
الناس الي تعاني
و نساتهم الأغاني
هذه غناية ليهم
و يذوبو كالشمعة
و يخبِّيوْ الدّمعة
على عيون أهاليهم
...

ولد بيرسا a dit…

و الخير فيك انت زادا يا خليل، شكرا لك و ربّي يكثّر منّك النّاس

HNANI a dit…

محلاه الإنسان البسيط، محلاه الصديق الوفي، محلاه الإنسان إلّى يعرف قيمة الحاجة كيف تتقدّملو... و زيد راهي الطيور على أمثالها تقع، و الحمد لله الخير مازال في الدنيا

الحلاج الكافي a dit…

قليل ياسر وجود مثل هؤولاء...هذي العشرة و إلا بلاش.. الله يدوم عليكم العلاقة المتينة

Anonyme a dit…

بالناس اللى كيفكم الكل نتأكّد انو الدنيا مازالت تتعاش :) ربي يدوّم عليك نعمة الصداقة ويحبب فيك خلقو

Khalil a dit…

----> Wallada!
من أحلى أغاني لطفي بوشناق!
شكراً ياولادة العزيزة
----> Weld Byrsa
شكراً يا خويا ولد بيرسا وربي يفضلك!!
----> Hnani
مرحبا يا أمنا هناني!
مازال الخير في الدنيا ولو بنسب ضئيلة...
أما لاباس انشالله...
نورتنا بوجودك!
---->

Khalil a dit…

----> al-hallège
أمين يا رب العالمين شكراً خويا !
----> Fattouma
ربي يدوم علينا نعمة وجودك بيناتنا !

weld houma 3arbi a dit…

بوسط خشين ياسر.برافو عليك خليل
زعمة الهمهاما تعمل حاجة السنا?ا