أخي المسلم، مهما كانت توجهاتك، ومهما كانت إنتماءاتك الحزبية، ومهما كانت الجهة التي تنتمي إليها، فلمجرد التذكير، نقلك إلي احنا إخوة في الله وإلي احنا ولاد أم واحدة، ولاد بلاد واحدة، بلاد عربية إسلامية متفتحة ذات حضارة عريقة تمتد على آلاف السنين.
أخي المسلم، لازمك تعرف إلي في الأنترنات هناك برشة أدمين متاع صفحات وبرشة مواقع باعوا ضمائرهم لأحزاب سياسية، يخدموا ليل ونهار لتزييف الحقائق، ويخدموا كأبواق يحركون الشارع على حسب تعليمات هذه الأحزاب. ياخذوا في شهاري وحواسيب مقابل ترويج إشاعات والقدح في أعراض الناس قصد خدمة بعض التوجهات المشبوهة بعيداً كل البعد عن البحث على مصلحة هذا الوطن العزيز الغالي.
أخي المواطن، في بلادنا صارت ثورة قاموا بيها ناس آمنوا بقيم سامية كالحرية والعدالة والكرامة وحاربوا أبشع الديكتاتوريات في العالم بصدرٍ عاري، أخي المواطن استحلفك بالله أن تبقى وفياً لدماء الشهداء ولهذا نتمنى ما يعديوهاش عليك.
في ما يخص إعتصام باردو، فما برشة ناس تروج لأكاذيب، وتحارب في المعتصمين بشتى الطرق. نطلب منك أخي المواطن أن تتحلى بأخلاق المسلم وتعمل بقوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"
يدعون أن إعتصام باردو قام به الأصفار رافضين إختيار الشعب لحركة النهضة. باش نكونوا واضحين لو كان جات هكا الحكاية، مستحيل نضم صوتي لصوتهم.
احترم رأي الأغلبية، وأحترم ما اسفرت عنه الإنتخابات من نتائج، وعاشت سلطة الشعب.
ولكن من واجب المجتمع المدني أن يتحرك، كيما في كل الديمقراطيات في العالم، كل ما ارتأى أن الديمقراطية والمبادئ التي قامت عليها الثورة في خطر. وكلنا في الآخر نحلمو بنفس الحاجة، تونس حرة مستقلة تكون فيها السيادة للشعب ويكون فيها الشعب حر.
وللأسف قامت بعض الأطراف ربي يهديهم بالترويج لكون هذا الإعتصام هو صدام بين التيار العلماني الحداثي مع التيار الإسلاموي وجعلوا من مسألة النقاب مسألة جوهرية في هذا التحرك.
العياذ بالله ثم العياذ بالله. حكاية النقاب هذه لا تعدو أن تكون سوى محاولة بائسة لتحويل إهتمام الشارع من المسائل الجوهرية إلى مسائل شكلية. وباش يكون في علمكم باش يجي وقت يكون فيه نقاش إن شاء الله لتقريب أوجه النظر في ما يخص النقاب وغيرو من المشاغل المشروعة ولكن بعد ما نفضوا المشكلة المصيرية متاع المجلس التأسيسي.
ساعة بربي تعملوا مزية إنساوها حكاية العلمانية، وأعتقني وعنقني وغيرهم. احنا شعب واحد نأملوا أن نتعايش في سلام على إختلاف رؤانا كما كان الأمر منذ عشرات القرون. بالطبيعة نظراً إلي تونس بلد مسلم، لا يمكن أن نقبل بأي مساسٍ كان في ما يخص مقدساتنا وديننا الحنيف.
ولكن كما قال تعالى: الفتنة أشد من القتل.
ويا توانسة راكم شعب عظيم ما يخرجش عليكم تحصلوا وتتفرقوا بعض ما كنا صف واحد، جنباً إلى جانب نحاربو في ديكتاتورية بن علي.
إذن نحاولو نفهمو شنوا صار بالظبط باش الناس خرجت لباردو:
كل ما في الأمر أن الترويكا وهي كنية للتحالف المتكون من النهضة، التكتل والمؤتمر قدموا مشروع متاع قانون داخلي منظم للسلط بصفة مؤقتة كان فيه على سبيل الذكر الصلوحيات شبه الكلية ماشية عند الوزير الأول وبقطع النظر عن إنتماء الوزير الأول القادم، هذا غير مقبول بالمرة بما انوا يمثل في حد ذاتو أرضية ملائمة لنشأة بوادر إستبداد بالسلطة وهل يعقل يا رسول الله ذلك في بلد مازال كي قام بثورة ضد الديكتاتورية ؟!
يظهرلي لا يختلف إثنان في كون هذا الكلام منطقي ومشروع ولا يمت بصلة لرفض إرادة الشعب.
وهنا تلقاو بقية المطالب إلي هي سياسية بحتة، ولا تخدم مصلحة حتى جهة على أخرى وإنما تسعى إلى لضمان حق كل الأطراف في وطننا العزيز وحق ولادنا وولاد ولادنا باش يعيشوا في ديمقراطية وهذا أملنا جميعاً ونلقاو فيها حتى إدراج تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور إلي هو نتصور مطلب شعبي.
ء العدول الفوري عن برنامج تنظيم السلط المؤقت المطروح للنقاش كأمر مقضي والذي يمثل تأسيسا لدكتاتورية جديدة محورها حزب واحد يسيطر دون أي شراكة أو رقابة على كل دواليب الدولة وسلطها التشريعية والتنفيذية والقضائية والإدارية والإعلامية.
ء التعديل الفوري لمشروع النظام الداخلي للمجلس الوطني التأسيسي المطروح للنقاش وذلك بفرض أغلبية الثلثين على كل قراراته، وبوجوب تقديم نص مشروع الدستور للاستفتاء الشعبي، تكريسا للديمقراطية الفعلية عبر تشريك عدد ممكن من الناخبين والناخبات.
ء اعتماد أغلبية 50% +1 في تزكية الحكومة واعتماد نفس هذه الأغلبية في سحب الثقة منها.
ء البث المباشر لجميع مداولات المجلس الوطني التأسيسي ولجانه، ونشر كل نصوصه ومحاضر جلساته لعموم المواطنين.
ء المحاكمة الفورية والعادلة لقتلة الشهداء ورد الاعتبار لجرحى الثورة ماديا ومعنويا.
ء إرساء الآليات الكفيلة بضمان التنمية الجهوية والتوزيع العادل للثروات.
ء الاستجابة الفورية لجميع مطالب التشغيل المشروعة في جميع جهات البلاد وإعادة النظر في ملف مناظرة انتداب شركة فسفاط قفصة.
ء تطهير الجهاز القضائي من رموز الفساد كشرط أساسي لاستقلالية القضاء.
ء الشروع الفوري في معالجة ملفات الفساد الإداري والمالي والسياسي الذي لا يزال متفشيا في قطاعات الدولة.
ء تعليق سداد الديون الخارجية.
ء التزام المجلس الوطني التأسيسي بتضمين الدستور القادم مبدأ تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
إذن إخوة الإيمان، أرجو منكم أن تتفهموا وألا تتسرعوا في الحكم على إعتصام باردو. نحبكم صناديد وما إتبعوش تطبيع صفحات الجهل المأجورة لتضليلكم عن طريق الصواب.
فإعتصام باردو إمتداد لاعتصامات القصبة وإستكمال لثورتنا المجيدة لإستئصال الديكتاتورية من هذه الأرض الطاهرة وخلافاً لما يروج له البعض، ليست هجوماً على الإسلاميين وتحاملاً على إرادة الشعب التي ليس لنا إلا أن نحترمها وننحني إجلالاً لهذا الشعب العظيم الذي صنع بمفرده ربيع كل العرب وإنتخب بكل ديمقراطية رجالاً ونساءً نأمل أن يمثلونه خيرا تمثيل.
إذا كان بعد كل هذا ما أقتنعتوش، نحترم رأيكم ولكن أتمنى ألا يقع مستقبلاً اتهامنا باطلاً بمحاولة الإلتفاف على إرادة الشعب.
أقول كلامي هذا وأستغفر لي ولكم ولجميع المؤمنين، اللهم إشهد اني بلغت، اللهم إشهد فإني بلغت !